الشبكة المتحالفة لكرة القدم والسلة

تثير شهادات الاستثمار البنكية جدلاً واسعاً بين الفقهاء والعلماء المسلمين حول حكمها الشرعي، حيث يتباين الرأي بين من يرى حرمتها لاشتمالها على الربا، ومن يجيزها باعتبارها صيغة استثمارية مشروعة. في هذا المقال نستعرض أهم الآراء الفقهية في هذه المسألة الحساسة التي تهم الملايين من المسلمين.شهاداتالبنكحرامأمحلال؟فتاوىشرعيةحولالاستثمارالمصرفي

الرأي القائل بالتحريم

يذهب فريق من العلماء إلى تحريم شهادات الاستثمار البنكية جملة وتفصيلاً، مستندين في ذلك إلى:

1. أنها تقوم على نظام الفائدة الثابتة المضمونة، وهو ما يتطابق مع تعريف الربا المحرم بنص القرآن الكريم: "وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا" (البقرة: 275)

   

   شهاداتالبنكحرامأمحلال؟فتاوىشرعيةحولالاستثمارالمصرفي

2. غياب المخاطرة الحقيقية في هذه الشهادات، حيث يضمن البنك للمستثمر رأس المال مع فائدة محددة مسبقاً، وهذا يتناقض مع مفهوم المضاربة الشرعية التي تقوم على المشاركة في الربح والخسارة.

   

   شهاداتالبنكحرامأمحلال؟فتاوىشرعيةحولالاستثمارالمصرفي

3. فتاوى هيئات كبار العلماء في عدة دول إسلامية التي حرمت هذا النوع من الاستثمار لاشتماله على شبهة الربا.

   شهاداتالبنكحرامأمحلال؟فتاوىشرعيةحولالاستثمارالمصرفي

الرأي المجيز بشروط

في المقابل، يرى فريق آخر من الفقهاء المعاصرين جواز شهادات الاستثمار البنكية إذا توافرت فيها شروط معينة، أهمها:

1. أن تكون مرتبطة بمشاريع استثمارية حقيقية وليست مجرد إقراض بفائدة
2. أن تخضع لنظام المشاركة في الربح والخسارة وليس الفائدة الثابتة
3. أن تقدم البنوك الإسلامية شهادات استثمار تتوافق مع أحكام الشريعة
4. خلو العقد من أي شرط ربوي صريح أو ضمني

ويستدل هذا الفريق بأن بعض صيغ الاستثمار المصرفي الحديثة يمكن أن تكون وسيلة مشروعة لتنمية المال إذا التزمت بأحكام الشريعة.

نصائح للمسلمين

للمسلم الذي يرغب في استثمار أمواله بطريقة شرعية نوصي بما يلي:

• استشارة أهل العلم الثقات في نوع الشهادة التي ينوي شراءها
• تفضيل البنوك الإسلامية المعتمدة من هيئات الرقابة الشرعية
• التأكد من آلية توزيع الأرباح ومدى توافقها مع الشريعة
• الابتعاد عن أي استثمار يشوبه شبهة الربا ولو كان العائد أقل

في الختام، فإن مسألة شهادات البنك تحتاج إلى تدقيق وبحث، والأولى للمسلم أن يتحرى الحلال ويبتعد عن الشبهات، خاصة في الأمور المالية التي حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: "يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء بما أخذ المال، أمن حلال أم من حرام" (رواه البخاري). والله أعلم.