"وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي" - هذه الكلمات العظيمة التي وردت في سورة يس تحمل في طياتها معاني عميقة تدفع المؤمن إلى التأمل في نعم الله تعالى وضرورة عبادته. فكيف للإنسان أن ينكر خالقه وهو الذي منحه الحياة والوجود؟ وكيف له أن يغفل عن عبادة من وهبه نعمة الإدراك والعقل؟ وماليلاأعبدالذيفطرنيتأملاتفيعظمةالخالقووجوبعبادته
معنى الآية وتفسيرها
تأتي هذه الآية الكريمة في سياق حوار بين المؤمن وأقوامه الذين كفروا بالله، حيث يعبر المؤمن عن حيرته من إعراض الناس عن عبادة خالقهم. كلمة "فطرني" تشير إلى أن الله هو الذي خلق الإنسان وأوجده من العدم، ومنحه كل مقومات الحياة. فكيف يليق بالإنسان بعد كل هذه النعم إلا أن يشكر ربه ويعبده حق عبادته؟
نعم الله التي تستوجب الشكر والعبادة
لو تأمل الإنسان في النعم التي تحيط به لوجد نفسه غارقاً في بحر من الفضل الإلهي:
- نعمة الوجود: فالله هو الذي منحنا الحياة وأخرجنا من العدم إلى الوجود.
- نعمة العقل والإدراك: التي تميزنا عن سائر المخلوقات وتجعلنا قادرين على فهم عظمة الخالق.
- نعمة الرزق: فالله هو الرزاق ذو القوة المتين الذي يوفر لنا الطعام والشراب وكل ما نحتاجه.
- نعمة الهداية: حيث أرسل الله الرسل وأنزل الكتب ليرشدنا إلى طريق الحق.
العبادة: غاية الخلق وسبب السعادة
قال تعالى: "وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ" (الذاريات: 56). فالعبادة ليست مجرد طقوس، بل هي شكر لله على نعمه، وخضوع لعظمته، وتقرب إليه بالطاعات. وهي تشمل الصلاة، والصيام، والزكاة، والدعاء، وكل عمل صالح يرضي الله تعالى.
الختام: دعوة للتأمل والعبادة
فيا أيها الإنسان، إذا كنت تتساءل: "وَمَا لِيَ لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي"، فاعلم أن الجواب واضح في قلب كل مؤمن. إنه الفطرة السليمة التي تدعوك إلى عبادة الله وحده، والشكر على نعمه التي لا تعد ولا تحصى. فلا تكن من الغافلين، واجعل حياتك كلها لله، تُقبل عليه بالطاعة، وتُخلص له في العبادة.
وماليلاأعبدالذيفطرنيتأملاتفيعظمةالخالقووجوبعبادتهفاللهم اجعلنا من عبادك الشاكرين، المخلصين في طاعتك، المتقربين إليك بالعمل الصالح. آمين.
وماليلاأعبدالذيفطرنيتأملاتفيعظمةالخالقووجوبعبادته